قميص الخضر الجديد يشعل الصراع التراثي بين المغرب والجزائر
تسببت شركة أديداس المتخصصة في صناعة الملابس والأدوات الرياضية، في تأجيج الصراع التراثي بين المغرب والجزائر، فالشكل الجديد الذي اعتمدته شركة أديداس في تصميم القميص الجديد للمنتخب الجزائري اعتبرته المغرب مستوحى من تصميم فسيفساء تقليدي يعرف في المغرب باسم الزليج.
وكانت العلامة العالمية في الملابس الرياضية قد نشرت صورا للترويج للقمصان الجديدة، وذكرت أن هذه التصميمات مستوحاة من نقوش زخرفية لقصر المشور الموجود في مدينة تلمسان الجزائرية
لكن وزارة الثقافة المغربية، اتهمت شركة أديداس بسرقة «التراث الثقافي المغربي»، حيث قامت الوزارة بتوجيه إنذارا قانونيا رسميا لشركة “أديداس” للملابس الرياضية عن طريق محام، تطالبها فيه بسحب تشكيلتها الجديدة من قمصان منتخب الجزائر لكرة القدم خلال أسبوعين.
ووصف المحامي مراد العجوطي الذي كلفته وزارة الثقافة المغربية بإنذار الشركة العالمية تصميم القمصان بأنه استيلاء ثقافي ومحاولة السطو على أحد أشكال التراث المغربي.
وأضاف المحامي أن وزارة الثقافة المغربية تحتفظ بحقها في استعمال كافة الوسائل القضائية الممكنة أمام المحاكم الألمانية والدولية.
كما هدد برفع دعوى قضائية أمام المنظمات المعنية بحماية التراث وحقوق التأليف والنشر، بما في ذلك المنظمة العالمية للملكية الفكرية «ويبو».
واندلع الجدل من جديد في شأن ملكية أصل «الزليج» بين المغرب والجزائر، فالمغرب وفق الرسالة الموجهة إلى شركة الملابس الرياضية العالمية عرف أول ظهور لفسيفساء قطع الخزف الملون في القرن العاشر.
ورداً على الرأي الذي يتحدث عن نماذج الفسيفساء الموجودة في قصر المشور في تلمسان، اعتبر المغرب أن تلك الأشكال نفسها مستوحاة من المغرب، وبأنها أول ما شوهدت كانت في المدرسة البوعنانية بمدينة فاس.
وتستدل الحكومة المغربية ببعض الأبحاث والمقالات المنشورة في مجلات علمية منها ما نشرته مجلة أركيو سيونس عام 2019، بعنوان قصر المشور: ألوان الزليج وتصميمات زخارف القرن الرابع عشر.
ويؤكد المغرب على أن الأشكال المستخدمة في تصميم قميص المنتخب الجزائري الجديد مستوحاة من الأنماط المعروفة في المباني والمعالم الأثرية والتاريخية الموجود بمدينة فاس، وموقع شالة الموجود بالعاصمة المغربية الرباط، وهما معاً مدرجان في التراث العالمي لليونيسكو عامي 1981 و1985.
والزليج من وجهة النظر المغربية هو تراث ثقافي محلي يعود أصله إلى مدينة فاس الشهيرة بصناعته، والتي تطورت بمرور الزمن لتنتشر في شتى بقاع العالم.
ويستشهد المغاربة بكون هذا الزليج المغربي موجود في عديد من المساجد والقصور والمتاحف والبنايات في كثير من البلدان العربية وحتى الغربية، حيث إنها ألهمت المهندسين المعماريين الذين حولوا الزليج المغربي إلى تحف فنية جميلة.
على الجانب الآخر يرى الجزائريون أن الزليج ظهر للمرة الأولى في ولاية بجاية الحمادية، وكانت تزين به أسوار قصر اللؤلؤة الشهير في بجاية عاصمة الدولة الحمادية، ومن بجاية انتشر في مدن الجزائر القريبة، مثل تنس وشرشال والمدية والجزائر العاصمة وتلمسان، ثم انتقل لاحقاً إلى الأندلس وانتشر بصفة خاصة في مدينة غرناطة، وبعدها إلى أغلب مدن شمال أفريقيا ومنها فاس المغربية.
وفي الوقت الذي يصر فيه الطرفان على ملكيتهما الفكرية والتراثية لـ الزليج هناك طرح يتمثل في كون الزليج أصله ليس مغربياً ولا جزائرياً، بل هو فن إسلامي وأصله أندلسي، انتشر في الجزيرة الإيبيرية، وسافر جنوباً إلى بلدان المغرب العربي.