مسلسل صيفي عنوانه نيمار!
بعد مسلسل ميسي ورونالدو الذي شغل الدنيا الصيف الماضي، يشهد العالم هذه الأيام مسلسلاً جديداً اسمه نيمار مهاجم باريس سان جيرمان، الذي أكمل خمس سنوات مع الفريق الباريسي، ويبقى في عقده خمس سنوات بعد تجديده آلياً إلى غاية 2027، يبدو أنها لن تكتمل بسبب رغبة إدارة ناصر الخليفي في التخلص منه هذه الصائفة لأسباب لم يفصح عنها رسمياً.
ويصر محيط نيمار على استمراره مع فريقه، ويرفض المغادرة رغم اهتمام بعض الأندية الإنكليزية باللاعب، ما ينذر بمسلسل جديد يشعل الميركاتو الصيفي بين لاعب يريد البقاء ونادٍ يريد التخلص منه هذه الصائفة استجابة لرغبة مبابي والمستشار الرياضي كامبوس، وكذلك المدرب المرتقب كريستوف غالتييه، في مرحلة يراد منها التخلص من نجم يرهق النادي مادياً، كان متعباً للإدارة والإطار الفني بعد إخفاقه في تحقيق الغاية من استقدامه، وهي التتويج بدوري الأبطال.
الفريق الباريسي لم يعلن رسمياً رغبته في الاستغناء عن نيمار، لأنه صار مرتبطاً بعقد يمتد إلى 2027، ونيمار لا يفكر في المغادرة رغم اهتمام تشلسي، نيوكاسل ومانشستر يونايتد بخدماته، لكن راتبه المقدر بثلاثة ملايين يورو شهرياً يبقى عائقاً كبيراً.
كذلك فإن مبلغ رحيله لن يقلّ عن 80 مليون يورو، وهو الأمر الذي لن يقدر عليه فريقه السابق برشلونة إذا أراد استعادته، لكن رغم كل ذلك يبدو أن إدارة “الباريسي” اتخذت قرارها، وتنتظر العرض الملائم للتخلص من أعباء مالية كبيرة، وتصرفات نجم مزعج للمدربين وزملائه، مستواه متذبذب، بل في تراجع مقارنة بمبابي، الذي يبدو أنه صار الكل بالكل في باريس سان جيرمان منذ تجديد عقده لموسمين إضافيين، ويكون وراء فكرة الاستغناء عن البرازيليين لأن “الباريسي” لم يعد يحتمل إلا نجماً واحداً رفقة ميسي.
نيمار الموجود في عطلته الصيفية بالبرازيل التزم الصمت لحد الآن أمام كل التسريبات التي تتحدث عن رحيله، ويستعد لاستئناف التدريبات مع فريقه في الثامن من يوليو المقبل تحسباً لموسم المونديال، لكن محيطه المتمثل بوالده نفى رحيل ابنه، بل أصر على الاستمرار مع “الباريسي”، واستبعد التحاقه بالدوري الإنكليزي. لذلك، راح البعض يتحدث عن عودته إلى البرسا، التي تبقى مرهونة بالظروف المالية الصعبة للنادي الكاتالوني، رغم حاجة الفريق إلى لاعب من حجم نيمار يعرف البيت جيداً، ويجد نفسه في الدوري الإسباني أكثر من الإنكليزي أو حتى الفرنسي.
لكن نيمار لن يرضى الخروج من الباب الضيق، بعد أن دخل من أوسع الأبواب قبل خمس سنوات قادماً من نادي برشلونة في واحدة من أكبر وأغلى صفقات كرة القدم العالمية عبر التاريخ.
بين رغبة النادي الواضحة، والرفض غير المباشر لنيمار بالمغادرة، يبدو أن حلقات مسلسل هذا الصيف ستكون مثيرة، يصعب فيه التكهن بسيناريو النهاية، ومن سيخرج منتصراً في الأخير، لكن أغلب الظن أن نيمار سيرحل، ولو على سبيل الإعارة، لأن بقاءه سيعكر الأجواء في صفوف الفريق، بعد أن تيقن البرازيلي أنه لم يعد مرغوباً فيه من الإدارة، وحتى من المدرب الجديد كريستوف غالتييه، الذي سيُعلَن انتدابه خلال الأسبوع القادم، بعد الاستغناء عن ماوريسيو بوتشيتينو، مثلما استُغني نهاية الموسم الماضي عن المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو، وعُوِّض بالبرتغالي لويس كامبوس كمستشار فني للرئيس، المعروف عنه دوره الكبير في تحديد معالم اللاعبين، الذين يشكلون الفرق، التي عمل فيها على غرار موناكو وليل.
المعادلة تبدو صعبة، لكن لأن الأمر يتعلق بنيمار، أحد أفضل لاعبي العالم حالياً، ويتعلق بفريق مستعد لكي يستغني عنه دون مقابل إذا اقتضت الضرورة، خاصة بعد أن جدد مع مبابي، ويستعد للتخلص من المدرب بوتشيتينو، ونسيان موسم حقق فيه لقباً واحداً بكل “الأرمادا” التي كان يملكها، وكل الأموال التي أنفقها، لكن يبدو أن أحد الممولين والمعلنين الكبار للنادي يعارض فكرة رحيل نيمار، ما يعقد العملية أكثر.
*عن العربي الجديد