فرض الأمل!
ربما كانت الأزمة سبباً فى العودة لجادة الصواب وتصويب المسار الكروى ؛ هكذا تبدو الصورة بعدما أعلن عدد من الأندية المتأزمة مالياً والشاكية الباكية من الارتفاع الجنونى فى أسعار اللاعبين ، تكوينها ما يعرف بفريق الأمل والتنقيب عن الموهوبين فى قطاعات الناشئين ..
هكذا فعل الزمالك مدفوعا بظروف وقف القيد وتراكم الديون وتأزم الموقف المالى ، فكان اتجاهه الواقعى صوب شبابه ، وسارع الإسماعيلى باسناد مهمة تكوين فريق الأمل وإعداده للاعبه الدولى ومدربه السابق خالد القماش أملا فى إنقاذ الدراويش من براثن الهبوط والضياع ..
فكرة الأمل قديمة .. عرفتها الكرة المصرية فى السبعينيات حين قدم الأهلى تجربة التلامذة بهذا الاسم الذى راهن عليه الراحل الكابتن صالح سليم وقاده الكابتن محمود الجوهرى رحمه الله وسلمه للمجرى هيديكوتى ليغير معالم الكرة المصرية وليست الأهلاوية فقط ..
فرض فكرة فريق الأمل على الأندية خصوصا الشعبية توجه إيجابى يحتاج للتشجيع والرعاية ومزيد من التنقيب خاصة فى ظل تراجع المواهب الحقيقية وانفلات سوق الانتقالات بفعل فساد كثير من الوكلاء والسماسرة وللأسف لم تقف بعض الدوائر الإعلامية غير الجادة وكذلك بعض مسئولى الجبلاية فى سنوات سابقة بعيدا عن بركة الفساد ومستنقع الانتقالات , الريحة فاحت من زمان !
ومع هذا الاتجاه الاضطرارى للاهتمام بالشباب وتركيز الأندية الكبيرة على صناعتها بنفسها ومواهبها ، نأمل مع تجربة الأمل هذه اهتماما مختلفا من جانب اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة بقضية الناشئين ..
الوزارة عليها إجبار مراكز الشباب على إتاحة فرص الممارسة المجانية والحق الطبيعى فى هذا للأشبال من أبناء المنطقة دون تأجير الملاعب للأكاديميات وحرمان الأطفال البسطاء من فرص اللعب والممارسة لتنشيط عملية تدفق الإنتاج الكروى ..
وعلى اتحاد الكرة إعادة تنظيم مسابقات الناشئين وتطويرها ويا حبذا لو تم ربط نتائج فريقى تحت ١٦ و٢١ سنة مثلا بالفريق الأول وتجهيز درع عام وجائزة كبرى لبطل الموسم مرتبطا بنتائج البطولات الثلاث دون التأثير على تحديد بطل الدورى بالفريق الأول ولكن يكون بطل الموسم الكروى بحاصل جمع نتائج فرق النادى الثلاث معا مع تنظيم عملية الانتقالات وليكن بتحديد عدد ثلاثة أو أربعة لاعبين لا أكثر لكل فريق فى الموسم , لمزيد من ضبط السوق ..وفساده .. وفرض الأمل .
وكسر الاثنان قاعدة ”المركب اللى ليها ريسين تغرق” لكن الكسر لم يكن لدرجة الفصل فأصبح المركب عايم بالعافية تضربه من حين لآخر أمواج بحر كرة القدم الهائج.. ومن بين أمواجه المتلاطمة مؤخرا قرعة الكأس التى انسحب الإسماعيلى على أثرها وكأن الاتحاد رجل صالح طول الوقت ولم يرتكب معصية اللعب فى ”القرع” بضم القاف قبل ذلك.. وايضا طلب إلغاء الدورى الذى هو الوظيفة الأساسية للرابطة وبدونه تقعد فى البيت.. وكلها فى النهاية تسلية لأن كل من فى الوسط الرياضى ”جلده تخن” ولا يشعر لا بالضرب ولا اللسع ولا حتى بألفاظ تخدش الحياء وتستحق استدعاء بوليس الآداب.
*عن الأخبار المصرية