خسارة إثيوبيا.. طريق النهضة
بعد الخسارة المذلّة للمنتخب المصري أمام إثيوبيا 1-2، سبقها فوز هزيل 1-0 أمام غينيا بتصفيات الأمم الأفريقية 2023 تذيلت مصر المجموعة الرابعة، حيث قدم المنتخب المصري المباراة الأسوأ على مدار تاريخه وسط سخط وغضب جماهيري على اتحاد كرة القدم والمدرب إيهاب جلال واللاعبين.
طالبت الأغلبية بإقالة اتحاد كرة القدم والجهاز الفني للمنتخب ووجهت اتهامات بتكرار الفشل بخسارة لقب أمم أفريقيا الأخيرة وفشل التأهل لكاس العالم 2022، سوء الإدارة وعدم اختيار المدرب المناسب وضعف المستوى الفني للاعبين وافتقادهم للروح والحماس اللائق لتمثيل وطنهم رفع درجات الغضب لدى الشارع المصري.
الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة جمال علام نال النصيب الأكبر من الانتقادات والحديث عن السلبيات المتوارثة لكرة القدم المصرية من عدم انتظام المسابقات، فمسابقة الدوري غير منتظمة وموسم ينتهي أول سبتمبر (موعد الانطلاق الطبيعي للموسم الجديد)، مسابقة كأس مصر تلعب على مستوى موسمين في آنٍ واحد، بطولات القطاعات والناشئين على مستوى الجمهورية، وسوء التنظيم والمواعيد وتردي مستوى الملاعب بالأقاليم غير الصالحة التي تؤدي لإصابات.
تعاقب وكثرة الأجهزة الفنية للمنتخب المصري (من عام 2011 حتى 2022) من الأميركي برادلي إلى شوقي غريب والأرجنتيني هيكتور كوبر والمكسيكي أغيري وحسام البدري والبرتغالي كارلوس كيروش وأخيراً إيهاب جلال ورحيله والبحث عن مدرب أجنبي جديد دوامه مستمرة.
لجنة الحكام وفشل تحكيمي (اللهم إلا اختيار مساعد الحكم محمود أبو الرجال لكأس العالم فيفا قطر 2022)، استثناءات باللوائح والمسابقات وتأجيلات وتخبّطات لا حصر لها ولا عدد، انتخابات اتحاد كرة القدم واختيار الجمعية العمومية لأعضاء المجلس بما لا يخدم اللعبة، اختفاء مشروع الهدف (افتتحه جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وموتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي من 7 أشهر) وهو مركز المنتخبات الوطنية، مقر اتحاد اللعبة الجديد، الذي يضمّ منشات وملاعب وفنادق وقاعات اجتماعات وساونا ومسبح.
مشكلة اختيار مدربي المنتخبات السنيه أولمبي، شباب وناشئين وفقاً للانتماءات والتوازنات والمحبة والمودة “والشليليه” بدون أسس، ظاهرة انتشار أكاديميات خاصه لكرة القدم كتجارة وابتزاز ونصب على الأهالي دون فائدة، إلا النصب والتربح لأصحابها بدون فائدة.
أزمات ومشاكل متوارثة عديده لن تحلّ في ليلة وضحاها، الدولة توفر الإمكانات والتمويل اللازم لكن النجاح مشروط أولاً بالاعتراف بالفشل والتقصير، بحسن الإدارة والتخطيط بضوابط ولوائح، بصدق النوايا والشفافية، حيث يجب وضع خطط ولوائح وقوانين للمهام الخاصة بكافة تخصصات اللعبة من أندية ومدربين ولاعبين وحكام وإداريين.
كما يجب فصل وتوضيح التخصّصات والمهام بين اتحاد كرة القدم رابطة الأندية المحترفة، وتحديد مواعيد ثابتة وانتظام المسابقات من الدوري العام والدرجات المختلفة وصولاً إلى مسابقات البراعم التوقفات الخاصة بالمنتخبات الوطنية ومشاركة الأندية القارية، وكذلك وضع قواعد للتعاقدات والانتقالات للاعبين، ووضع سقف للقيمة المادية، والاهتمام بالمواهب وصقل مدارس للموهوبين، والبحث بالقرى والنجوع.
تشجيع الاحتراف المبكر لتوسيع قاعدة الاختيار للمنتخبات الوطنية، وضع ضوابط لانتقالات المدربين (مدرب يدرّب 4 أندية بموسم واحد)، ووضع أسس وشروط لمدربي الأندية كحمل رخص التدريبية المعتمدة واللازمة كشرط للعمل وعمل دورات تدريبية للحصول على تلك الرخص، وتوفير الحماية الكاملة للحكام ووضع لائحة عقوبات لمن يتجاوز في حقهم، وتعيين متحدث رسمي للاتحاد لمنع التخبط والتناقض وتفعيل الموقع الالكتروني لاتحاد اللعبة ونشر القرارات والأخبار وجدول المسابقات وغيرها.
إضافة إلى حسن اختيار المدربين للمنتخبات الوطنية بسيرة ذاتية ورؤية وأسس، وتطبيق لوائح الثواب والعقاب دون استثناءات وتجاوزات، كما نذكر حسن اختيار رؤساء مناطق كرة القدم بمختلف المحافظات بضوابط وشروط وعمل لجان وتفعيل دورها تضم خبراء للعبة فنياً وإعلامياً وقانونياً.
والختام مع وكلاء اللاعبين ومنع التلاعب بالتوقيعات وقواعد الانتقال، المخالف يعاقب بغرامات وعقوبة تصل لسحب التراخيص الخاصة بهم، المسؤولية الكاملة لاتحاد لعبة كرة القدم عن كلّ هذه الأمور على سبيل الحصر، وتفعيل دور خبرات النجوم وأعضاء اتحاد كرة القدم، كمحمد بركات وحازم امام بالجوانب الفنية الخاصة باللعبة… استقيموا يرحمكم الله.
*عن العربي الجديد