القرار السهل لم يتخذه الخطيب!
لم تهدأ بعد عاصفة نهائى دورى أبطال أفريقيا، ولا يتوقع أن تضع هذه الأزمة أوزارها عما قريب، دون أن تكشف عن تفاصيل كثيرة ونواقص عديدة وتورط مخزٍ لمسئولى الكاف ضد العدالة والنزاهة ومعايير الشفافية وإهمال حقيقى من جانب اتحاد الكرة المصرى.. وخلل فى ترتيب أولويات تنظيم مصر.. بلد المقر والمؤسس لهذا الاتحاد القارى.. للفعاليات الرياضية ذات الشعبية المهمة..
خسر الأهلى اللقب القارى، وليست القضية فى فقدانه فرصة الاحتفاظ باللقب مجددا، فكثيرا ما تعرض هو وغيره من أعتى الفرق العالمية للخسائر وضياع فرص التتويج، لكن السيناريو الذى نفذه الكاف فى إسناد تنظيم النهائى للمغرب فى توقيت متأخر جدا وبعد أن اتضحت فرصة الوداد شبه المؤكدة فى بلوغ النهائى ومعه الأهلى بفعل نتائج كليهما فى ذهاب نصف النهائى؛ يمثل إدانة كاملة وفاضحة للجنة التنفيذية للكاف..
وبعيدا عن مهازل التنظيم بمركب محمد الخامس أو حتى دخول صحف جزائرية على خط الأزمة وتكذيب الاتحاد المغربى لما أوردته ضد الأندية المصرية والتونسية منسوبا لرئيس الاتحاد فوزى لقجع الرجل الأول فى هذه المسرحية الهزلية التى عبر عنها الكابتن محمود الخطيب لكل من رئيسى الفيفا والكاف عند التتويج بأنها غير عادلة بالمرة.. هناك بعض القضايا الجانبية التى فرضت نفسها خصوصا بين الأوساط الجماهيرية عبر السوشيال ميديا..
لماذا لم ينسحب الأهلى ويضرب للكاف والوداد هذا الكرسى فى كلوب الفرح بالدار البيضاء؟
سؤال تردد كثيرا خصوصا عندما تبنى البعض هذا الطرح انطلاقا من تطورات الأحداث والريحة الفجة الصادرة عن ركام الأزمة، كما أن اتخاذ مثل هذا القرار بالانسحاب كان سيكون له دوى جماهيرى واسع وربما تحمل الجماهير الغفيرة رئيس ناديها على الأعناق.. لكن الخطيب لم يتخذ هذا القرار السهل. ليه؟! مبدئيا، لا يحتاج أشهر نجوم الكرة المصرية فى تاريخها شعبية زائدة تعرض ناديه ومستقبل الكرة فيها لخسائر جمة وتعيق حركة مستقبله ومكانته..
المؤكد أن دوائر صنع القرار بالكاف حاليا كانت سترحب كثيرا بابتعاد صائد الألقاب عن مسرح البطولات بما يخدم أطرافها وطموحاتها ومصالحها، والمؤكد أيضا أنها كانت ستسارع بتطبيق ما تدعيه من لوائح وعقوبات ضد المنسحب بدعوى التأثير على حقوق رعاية البطولات وكان يمكن للأهلى أن يعاقب لثلاث أو أربع سنوات بالإبعاد عن بطولات القارة يفتقد فيها لفرص إحراز الألقاب التى تدعم زعامته القارية وحضوره الدولى اللافت وسمعته العالمية الكبيرة التى أهلته لمناطحة الأندية الكبيرة على الأكثر تتويجا فى العالم.. كان الأهلى سيفقد الكثير من مكونات حقوق الرعاية الإعلانية وبريق علامته التجارية وفرص نمو قيمه التسويقية لسنوات.. عرفتم لماذا لم يتخذ الخطيب ومجلس إدارته هذا القرار السهل؟! قرار مثل هذا كان فى الماضى سهلا ومتاحا، برغم كلفته التى وقعت من قبل، لكن كانت الدنيا سهلة.. والبطولات مجانية.. والنفوس مختلفة.
الدنيا تغيرت كثيرًا.
*عن الأخبار المصرية